قتلها وقضى يومين بجانبها وحاول الحصول على شهادة وفاة من قبل الطبيب
أدين شاب يتحدر من منطقة شمال أكادير، تابعة لإقليم الصويرة، بالسجن المؤبد، إثر متابعته من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتغيير معالم جريمة، قتل والدته بالضرب والجرح بواسطة مطرقة، وذلك بسبب إرث تبلغ قيمته 1350 درهما كانت تحتفظ به الأم لشقيقتها، باعتباره نصيب إرث نقدي تركه لها والدها بعد وفاته.
كان الابن العاق(محمد- س) يقطن رفقة والدته (امباركة-ح) البالغة 60 سنة، بغرفة سفلية بزنقة القوس بحي الملاح بالصويرة، وكان مطلقا لزوجته وعاطلا عن العمل، يعتمد في عيشه اليومي على والدته. كان يرغم أمه العجوز على تسليمه ما يحتاجه من النقود، مستعملا القوة، وكلما رفضت تزويده بحاجياته من المال، يعرضها للضرب.
وقدم الجيران شهادة ضد الابن العاق، مؤكدين سماعهم الدائم صرخات الضحية.
وشهدت إحدى قريبات الجاني أثناء محاكمته بأنه كان يعتدي على أمه بالضرب والجرح والسب والشتم، ومنذ زمن طويل، إذ سبق له أن استحوذ على خمسة ملايين سنتيم كانت بحوزة أمه الهالكة، إثر بيعها أحد المنازل. وأفاد مشتري المنزل أمام الضابطة القضائية بأن صاحبة المنزل أحضرها ابنها أثناء البيع على متن كرسي متحرك، إلى مكتب تصحيح الإمضاءات لتوقيع العقد، وبعد أن تسلمت المبلغ، ازداد سوء معاملة الابن للحصول على المال، وظل الابن العاق يعيش تحت رعاية والدته الطاعنة في السن رغم قدرته على العمل، إذ كانت تقتسم معه راتب تقاعدها، وقدمت عدة شكايات ضده بعد أن ضاق بها الحال وكثرت اعتداءاته عليها، ما يجعله يقضي عقوبات حبسية.
ذات يوم دخل العاق في شجار عنيف مع والدته بسبب مبلغ مالي قدره 1350 درهما يعود إلى إرث والدته، ورفضت تسليمه إليه. اشتد الشجار والشتم والسب بينهما، فقام الابن بحمل مطرقة حديدية بين يديه، وبدأ يوجه إليها الضربات تلو الأخرى، وهو في حالة هستيرية.
سقطت الأم جثة جراء الضربات القوية التي تعرضت لها في الرأس. قضى ما تبقى من ليله جوار جثتها بالمنزل. وفي الصباح الباكر غادر المنزل وأغلق الباب على الجثة.
رجع الجاني في المساء ونام بجوارها، قام في اليوم الموالي بتنظيف الدم الذي نزف من جسم والدته، وأعاد ترتيب البيت وكأن شيئا لم يكن. قرر التوجه صوب طبيب الجماعة الحضرية للصويرة لإحضاره إلى المنزل من أجل معاينة الجثة والحصول على شهادة الوفاة العادية. افتضح أمره، من خلال معاينة الجيران لطبيب الجماعة الذي رفض معاينة الجثة. أخبرت عائلة الضحية وحضرت الشرطة إلى المكان، فعاينت إصابة الضحية بجروح وكدمات وزرقة في أعلى حاجبها الأيمن، ووجود دم وجروح بظهرها، وجرح آخر غائر بالرأس من الجهة اليمنى. تم اعتقال الابن الذي أنكر في بداية الاستماع إليه التهم المنسوبة إليه، واعترف بعد مواجهته بشهادات أفراد من العائلة وبعض من الجيران، ليدان بالسجن المؤبد، حيث ما زال يقبع داخل السجن.
“الصباح”