تيفلت بريس – هيئة التحرير
تعتبر زهرة كروال التي تنحدر من أصول أمازيغية الإطار بمجلس جهةالرباط سلا القنيطرة،من المناضلات المهتمات بشؤون الهوية والثقافة الامازيغية وكذا قضايا المرأة والطفل، سواء في الساحة السياسية من داخل حزب الحركة الشعبية باعتبارها عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية ورئيسة جمعية النساء الحركيات لإقليم الخميسات أو من خلال العمل الجمعوي بالساحة الوطنية وكذا الدولية من موقعها كرئيسة الجمعيةالدولية – المغرب واجبات وحقوق –فرع المغرب في هذا الحوار تتحدث زهرة كروال إلى تيفلت بريس عن دور حزب الحركة الشعبية في الدفاع عن القضايا المتعلقة بالهوية وكذا قضايا المرأة والطفل …
تعالت الأصوات مؤخرا لإقرار رأس السنة الامازيغية عيدا وطنيا ماهي قراءتكم في حزب الحركة الشعبية لهذه المساعي؟
قبل الإجابة والرد عن أي سؤال وجب الحديث على أن احد مرجعيات حزب الحركة الشعبية والتي تتمثل في كونه الحزب الوحيد الذي تطرق إلى انشغالات الأمازيغ لا على المستوى الاجتماعي أو الثقافي، إن لم نقل أنه الحزب الوحيد الذي تبنى إشكالية الدفاع على كل القضايا المتعلقة بالهوية وكما يعلم الجميع فان حزب الحركة الشعبية هو الحزب الذي تشكل من أحرار الشعب المغربي المنحدرين من مناطق أمازيغية محضة ، بحيث يعتبر المشتل الذي تكونت فيه مجموعة من الأطر والنخب السياسية والتي نراها تدافع عن القضية الأمازيغية بألوان ورموز أخرى وترسيم يوم وطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية أمر ايجابي لأنه يعتبر مكونا أساسيا في الهوية المغربية، بحيث أن هذا اليوم يمثل كل ماهو ثقافي وتراثي ويسهم في تلاحم وانسجام مع المحيط ألمغاربي والإفريقي.
اللغة الامازيغية اقرها الدستور المغربيإلى جانب اللغة العربية والحسانية لكن تنزيلها على ارض الواقع لا زال بطيئا خاصة في مجال التعليم كيف تنظرون إلى هذه المسالة ؟
إقرار وترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي إلى جانب اللغة العربية فهي تعرف مجموعة من التعثرات والتي لا يعرف سببها الرئيسي بحيث أن الحكومةترمي باللوم على البرلمان لان المشروع لازال حبيس أدراجه ولهذا فإن قيادة حزب الحركة الشعبية تسعى لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية الذي كان يفترض إخراجه في بداية الحكومة السابقة مع العلم أن دستور المملكة حسم في ترسيما لأمازيغية إلى جانب اللغة العربية والحسانية وموقف حزبنا يشدد على ضرورة تفعيل مقتضيات الدستور وضمان الحقوق الثقافية لكل فئات المجتمع دون تفريق بين أبناء الشعب الوحيد.
ارتبط حزب الحركة الشعبية بشخصيات وقيادات أمازيغية منذ نشاته ومن بينهم المحجوبي احرضان ما يمثل هذا القيادي السابق بالنسبة لكم ؟
للحديث عن حزب الحركة الشعبية يجب الإشارة إلى أنه أول حزب خرج للوجود من أجل حمل قضية شريحة طويلة عريضة من الشعب المغربي وان يكون الناطق الرسمي باسمها والمعبرعن مطالبها الثقافية،الاجتماعية والاقتصادية في المشهد السياسي أما بخصوص القيادة والتي تكون دائما أمازيغية فهذا للحفاظ على أصالة الحزب وعدم تحوير مبادئه الأساسية، وكما تعلم فإن لكل ظاهرة أوموجة أوحزب زعيم أ وآب روحي يشكل الرمز الذي تتوحد حوله كل الرؤى والقرارات وخصوصا المصيرية منها،والمحجوبي احرضان لعب هذا الدور وبامتياز بحكم انه عاش تجارب متعددة مع كل التقلبات السياسية التي مرت منها البلاد انطلاقا من مرحلة الاستعمار وما واكبها من متغيرات إلى حين حصول المغرب على الاستقلال حيث بدأت المعركة الكبرى لإرساء الدعامات الأساسية للدولة وبناء المؤسسات كما أنه كان مساهما وشاهدا على المحطات الإصلاحية التي مرت منها البلاد إلى جانب كونه رجل سياسة محنك، فله ميزات أخرى ومتعدد ةتخلق عنده التفرد وقد كنت شاهدة على أنه رجل فنان وكان يترجم معاناته في لوحات،وهنا يحضرني موقفا وأناأتساءل عن لوحاته وعن تمازج الألوان فأجابني بجملة لاتنسى إن مضامين اللوحات الماثلةهي تعبرعن الهموم والمعانات والى جانب كل ما ذكر فانه كان مفكرا وكاتبا وفي إطار الحديث عن الحركة الشعبية هوحزب قوي بقيادات هوالضامنة لاستقراره كماحصل الآن مع القيادي المحنك ورجل الدولة الأخ امحند العنصر والذي له من الخبرة والكفاءة للحفاظ والدفع بالحزب إلى الأمام، هذا ودون أن ننسى الدورالنسوي والذي نجده بارزا في حزبنا هذاالحزب الذي يشرك المرأة في قراراته ولعل خير دليل على ذلك هوماتقوم به الأخت حليمة العسالي كقيادية نسائية مثيرة للجدل قادرة على لم شمل الأسرةالحركية .
بصفتك رئيسة جمعية النساء الحركياتلابأسأننسألك عن ماذا تحقق للمرأة المغربية من مكتسبات ؟ وهل ساهمت مدونة الأسرة في حفظ حقوق المرأةأم هناك تراجع ؟
لقد أحرز المغرب تقدما في مجال دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وذلك بفضل اهتمامات صاحب الجلالة نصره الله التي يوليها للمرأة المغربية وتعزيز دورها في مجال خدمة مجتمعها جنبا إلى جنب الرجل وحرصه الدائم لتوفير كل أنواع الحماية والرعاية لهاوتعمل الدولة المغربية وفق خطة إستراتيجية على مواصلة تطوير التشريعات والقوانين وتفعيلها على ارض الواقع لدمج المرأة في المجتمع ومشاركتها الإيجابية في البناء والتطور.
بخصوص قضية المساواة ومقاربة النوع هل فعلا تحظى المرأة بالحقوق الواجب أن تتوفر لها خاصة في الجانب المتعلق بتحمل المسؤوليات علما أنالمرأة المغربية أصبحت تتحمل مسؤوليات كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجل ؟
عرفت وضعية المرأة تطورا يتجلى في تقلص فوارق نسب التمدرس مابين الفتيات والفتيان وكذاتمكين النساء من المناصب العليا للمسؤولية ومصادر القرار السياسي والاقتصادي بالإضافة إلى تواجدها في مؤسسات السلطة التشريعية وتقليص التميز القانوني ومحاربة العنف ضد النساءوتعتبر مدونة الأسرة أعمق إصلاح في المجتمع المغربي بحيث أنها أعطت الحق في إنهاء العلاقة الزوجية بطلاق الشقاق الذي عرف تراجعا في حقوق ولاية المرأة على أبنائهاوعلى الرغم من اعتماد هذه المدونة منذ مدة ،فان واقع المرأة في العالم القروي وهوامش المدن أو ما اصطلح عليه بالمغرب العميق يظل واقعا قد يصل إلى وصفه بالمزري في بعض الحالات بفعل مظاهر الهشاشة وتفشي الأمية والفقر هي أسباب ساهمت في شيوع النظرة الدونية اتجاه المرأة ، مما أدى إلى استمرار ظاهرة زواج القاصرات والعنف ضد النساء ،وحزب الحركة الشعبية منكب على وضع تصور شمولي يضع المرأة القروية في صلب الاهتمامات في جميع المجالات للاعتناء بها إلى جانب الطفل.
تنامت في الآونة الأخيرة ظاهرة التخلص من الأطفال في القمامات كما حدث بالخميسات وطنجة في نظرك الم يحن الوقت لوضع إطار قانوني لحماية الأمهات العازبات وضمان الحق في الحياة للمواليد خارج مؤسسة الزواج؟
قبل وضع إطار قانوني لحماية الأمهات العازبات يجب أن تعتكف الدولة بكل مؤسساتها لإخراج إلى حيزالوجود مشروعا توعويا يروم الإرشاد وتأطير البنات والأمهات العازبات من خطورة الدخول في علاقات غير شرعية أو علاقات غير محمية ومن هنا أناشد جمعيات المجتمع المدني والوزارات المعنية التحرك وبسرعة قصوى لوضع إجراءات أولية لحصر الظاهرة ومن خلالها أدعو إلى تكاثف وتظافر الجهود من اجل وضع إطار قانوني استعجالي زجري للضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه التلاعب بالفتاة أوسيدة خارج هذاالإطار وان يكون ملزما بتحمل كل مسؤولياته اتجاه الأنثى والطفل.