رشيد أبيشي
بكاني حالها على فراق زمانها…ربي لي عالم مالها وعارف أش مشا لها… بصوت مبحوح تحكي وتبوح،قصة مكتوبة في اللوح، من الزيادة لخرجان الروح…قصة حزينة صعيبة في النسيان…قصة لالة خديجة لي عاشت طفولة بالمزيان…بنت خيمة كبيرة ودارهم زاوية من كل أركان…قبيلتهم درسة كبيرة والبقر فيها يطيكك من فدان لفدان…العولة في المطامر،طرحة مسمن بالمخامر والزرع بالأطنان…كبرت مع الخوت والخيات والعمات والخالات والبنات لويز ولوبان…بنات الديور والحجاج والطلبة والقرآن…كولشي واكل كولشي شبعان منهم حباب وجيران…برضاعة مي عيشة،ولات كبدتها هشيشة وقلبها عامر بالإيمان… حتى خطبها مولاي يوسف بالفاتحة والعدلان وكانت ليلتها بالشان والمرشان…طلع ولد الناس وناوي لحلال واخا كان مستعجل وزربان…وما بدات صحتو في النقصان حتى مشاو لماريكان…تبدلو لوجوه وتبدلو الحيطان،داخ لعقل وثقال اللسان… مولاي يوسف كان شاب ظريف وجانتلمان…واخا بوه كان واحد من الأعيان، يصحب الدرويش ومايبغيش يبان…بلا فرزيات ولا كليان ولا فلان ولد فلان…وقبح الله الزمان ،في الشهر الأول كان ينش في الذبان…لكن بالعطف والحنان تعرف على زوج صبيان،وتحلوا ليه كاع البيبان،روحو نقية ويحس بالإنسان…لحد الآن كولشي مزيان حتى تصاب بالسرطان…واخا العلاج بالمجان الحياة ولات كيف الطريق لي فيها ضوضان…حكاية المرض بقات مدة في السر والكتمان،ودموع لالة خديجة على خدها تجري أنهار ووديان…السهير والبكا وليام مشبكة من كثرة الأحزان، وقعوا فيها معجزات بالدليل والبرهان..منها صوتو لي رجع كيفما كان،ومنين فاق مسكين كولشي فرحان…وتعرف على خوها نورالدين وقالو مالك ياولدي وجهك صفر كي الزعفران…ربي استجب لدعوة لالة خديجة في الأوان،المرضية عندها حسنات في الميزان…وسبحانك يارحمن واش هذا انس ولا جان تذكر حتى صبابط موكاسان…مولاي يوسف دوز البلا والمرض الكتاب تسد والعمر تحد ونجح المومن في الإمتحان…كان صاحب الجلسة بالتاويل،يصفي الخواطر بحلاوة اللسان…يشرب دواه على هواه ويغني الخالدات وناس الغيوان… شحال قاوم وعلى الحريق مداوم ويظل طول الليل سهران…معنق المخدة ولحمو بردان…المسكين تلوى ليه المصران, وعاش بالسيروم والكيسان…وفي عام خمسة وستين دار صدقة بالمديح والقرآن…دبح عجل سمين ونواه خليع وقطبان باش يفرقو على الأحباب والجيران… هادي نيتو يحيي عادة ميمتو نبع الحب والحنان…كان باغي دعاوي الخير في الدنيا ربح ماشي في الخسران…المسكين واخا مريض ناسي راسو ويفكر في العرسان…بصح قصة مولاي يوسف ولالة خديجة قصة حب وكفاح بأكبر عنوان…قصة غادي تبقى خالذة في الأذهان غير كتبو إسمها في الحيطان…تعب عليها في الثلج والليالي،ولنفسو ماكانش مسالي…زوجتو كانت فوق راسو تاج عالي،حفيدة القايد الجيلالي…كبرت في الوقر والحشمة والصينية واللمة…الله يرحم بوها الحاج أحمد طويل القامة وزين القد…سلالة نقية من جد لجد،أعمال الخير وفراق الحد بلاما نعد،غير كول علاش تقد…الله يرحم الحاج بنداود يعوم البهيمة ويسرح العاود…مع طلوع الفجر ،لالة خديجة تحكي وتعاود…النواض بكري عندهم عادة…بسبب السفنج ياسادة تعلمو الصلاة والعبادة…عندهم كيف هذا كيف هذا كيف الخادم كيف القادة…هاد الجواد فحالهم قلال،طعموا ولادهم بقوت حلال… خيمة كبيرة وتادها نسا ورجال، وزمانهم موحال يرجع موحال…ومولاي يوسف غادي يبقا في البال،وعزانا فيه واحد أختي خديجة ومايبقاش فيك الحال…
رشيد أبيشي