عبد العالي بوعرفي- تيفلت بريس
يكاد يكون التراث الجرسيفي الذي يعتمد على آلة الكصبة و الكلال و البندير أعرق أشكال الفرجة الموسيقية والغنائية بهذه المنطقة من الجهة الشرقية ، حيث أبدع فيه العديد من الفنانين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
ورغم أن شباب المدينة اتجهوا نحو غناء الراي الا أن الشيخ بشارة الصغير والشيخ عبد القادر الهواري كان لهم رأي اخر و ساهموا بشكل كبير في الحفاظ على التراث المحلي وأبدعوا فيه وحملوا المشعل حيث كانت بدايتهم الفنية سنة 2007 برفقة الراحل الشيخ الخشاني ، ورغم الإكراهات استطاعوا كسب الرهان و شقوا طريقهم الفني بثبات وأبدعوا فيه من خلال انتاجهم العديد من الأعمال الغنائية التي لقيت استحسان المتتبعين وكان لها الوقع الايجابي في اشعاع هذا التراث الفني ومنعه من الاندثار .
وجدير بالذكر أن الشيخ بشارة الصغير كان له مشاركة في الفيلم الفرنسي المنفى “Exils ” مع المخرج الفرنسي طوني كاطليف ” Tony Gatlif ” و الذي صورت بعض من مشاهده بجرسيف سنة 2004 و شارك في بعض مشاهده أبناء المنطقة من بينهم الشيخ بشارة الصغير.وفي مجال العزف والغناء شارك هذا الفنان العصامي في عدة مهرجانات جهوية ووطنية
وًشارك الشيخ عبد القادر الهواري العازف على آلة القصبة بعدة مهرجانات دولية وووطنية،كما جمعته عدة أعمال مع العديد من فنانين مغاربة و دوليين من بينهم الفنان الجزائري بلخياط
ويتضح جليا أن هذين الفنانين استطاعا لعب دور مهم في الحفاظ على هذا التراث الجرسيفي وعلى خصوصياته، وجعله إرثا ثقافيا وتراثيا للأجيال القادمة. والمساهمة في اشعاعه وطنيا و في إطار سياسة الاعتراف لا يسعنا الا أن ننوه بالمجهودات التي بذلوها في سبيل الحفاظ على المشعل متقدا بهذا الخصوص، وعلى الثقافة والتراث المحليين لإيصالهما إلى العالمية